تزايد التضامن العالمي مع فلسطين في مهرجان سان سباستيان
المنتجة إستر غارسيا، الحائزة على جائزة دونوستيا لهذا العام، تُظهر تضامنها مع فلسطين
بعد العرض التضامني الرائع الذي روجت له مبادرة “فينيسيا من أجل فلسطين” خلال مهرجان فينيسيا السينمائي الأخير، أظهر مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي أيضًا دعمه لفلسطين، حيث ألقى بيدرو ألمودوفار وشخصيات بارزة أخرى كلمات، وحضره ضيوف بارزون مثل الحائزة على جائزة دونوستيا، مثل إستر غارسيا، وهي ترتدي شارات “أوقفوا الإبادة الجماعية” على السجادة الحمراء.
في الوقت نفسه، يضم أسطول “صمود العالمي”، الذي تحمل قواربه ناشطين وأطباء وصحفيين وسياسيين، عددًا كبيرًا من العاملين في مجال السينما (مثل أديل هانل)، بينما استضاف حفل موسيقي استثنائي في لندن بعنوان “معًا من أجل فلسطين” عددًا كبيرًا من المشاهير قبل أيام قليلة.
في إسرائيل، نشر أكثر من 50 مخرجًا إسرائيليًا بارزًا للأفلام الوثائقية رسالة مفتوحة أعربوا فيها عن “الخجل الشديد” إزاء أفعال إسرائيل في غزة، وأعلنوا دعمهم للمقاطعة الدولية للمؤسسات الثقافية الإسرائيلية، واصفين بوضوح ما ترتكبه الدولة الإسرائيلية في غزة بـ”القتل الجماعي” و”الإبادة الجماعية”.
ومع ذلك، أعلن وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار عن تخفيضات في تمويل جوائز أوفير، وهي جوائز السينما الإسرائيلية، بدءًا من حفل توزيعها عام 2026، مستندًا في قراره إلى الجوائز الممنوحة خلال فعالية هذا العام.
ووصف زوهار فوز فيلم “البحر” بالجائزة الكبرى، وهو دراما ناطقة بالعربية تدور حول فتى فلسطيني من الضفة الغربية يخاطر بحياته للذهاب إلى شاطئ تل أبيب، بأنه “مخزٍ”.
وكتب زوهار في بيان، نقلته صحيفة هآرتس: “أثار الفوز الفاضح لفيلم “البحر” في الحفل غضبًا كبيرًا بين العديد من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن الوطن”.
وكان حفل توزيع الجوائز بحد ذاته مشحونًا سياسيًا، حيث ارتدى الفائزون رسائل مناهضة للحرب على قمصان سوداء كُتب عليها “الطفل هو الطفل هو الطفل”، بينما عرض آخرون صورًا لرهائن. ودعا الكثيرون إلى إنهاء الحرب في غزة. ونظرًا لأن لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة قد قضت بأن حرب إسرائيل على غزة يجب أن تُصنف على أنها إبادة جماعية، بناءً على قرار محكمة العدل الدولية وبيانات عشرات الجمعيات الدولية، فإن رد فعل مجتمع السينما يعكس نقاشات أوسع نطاقًا حول الفن والسياسة والمسؤولية الأخلاقية في أوقات النزاع.
وتشير حركة التضامن المتنامية إلى أن هذه القضية ستستمر في تشكيل برامج المهرجانات وقرارات التمويل والعلاقات مع صناعة السينما في الأشهر المقبلة.
