“الحياة”: “فرش وغطا” ممنوع من دخول المساجد
رفضت وزارة الأوقاف المصرية التأشير على تصريح الرقابة بتصوير بعض مشاهد فيلم “فرش وغطا” داخل مسجد السيدة نفيسة في القاهرة بحجة مخالفته الشريعة.
والفيلم يتناول أحداثاً تمر على سجين يخرج على أثر الانفلات الأمني يوم الغضب في 28 كانون الثاني (يناير) 2011. ويجسد الشخصية آسر ياسين، في الفيلم الذي كتبه ويخرجه أحمد عبد الله من إنتاج شركة “فيلم كلينيك” مع شركة “مشروع”.
في الفيلم إذاً يلجأ السجين بعد هروبه إلى مسجد السيدة نفيسة ليختبئ فيه. أما الإطار العام للفيلم فيرصد أجواء الثمانية عشرة يوماً التي عصفت فيها الثورة وكيف كان المصريون الذين لم يخرجوا إلى الميدان في الأحياء النائية يعيشون حياتهم.
وأوضح المخرج أحمد عبد الله صاحب فيلمي “هليوبوليس” و”ميكروفون” أنه فوجئ بموقف مدير مكتب وزير الأوقاف، إذ إن هذه الوزارة كانت تمنح الموافقة بطريقة عادية. ولكن الآن ها هو مدير مكتب الوزير يصرّ على الرفض حتى مع محاولة أسرة العمل توضيح أن المشهد “لا يوجد فيه ما يخالف شرع الله ولن يعطل الشعائر”.
وفي اليوم التالي حضر المفاوضات بين الوزارة وأسرة الفيلم أحد أعضاء مجلس الشعب التابعين لحزب الحرية والعدالة، فلم يتحدث طوال الجلسة وإن كانت الوزارة أصرت على موقفها ورفضت إعطاء التصريح أو حتى الرفض مكتوباً.
وأصدرت جبهة الإبداع الفني بياناً دانت فيه موقف الوزارة، مؤكدة أنه “لا جدال ولا تعارض بين الدين والفن”. وقال البيان: “الجبهة تلقت بانزعاج بالغ ودهشة، قرار منع تصوير مشاهد من فيلم “فرش وغطا” للمخرج أحمد عبد الله في مسجد السيدة نفيسة، بالرغم من حصول الفيلم على كل التصاريح الرقابية والأمنية، وتصاريح وزارة الثقافة التي تسمح بتصوير الفيلم ومشاهده.
إن هذا الموقف يثير أسئلة كثيرة حول موقف وزارة الأوقاف من فن السينما ومن الفنون بعامة. إن كانوا يرون خطأ في تصوير مشاهد سينمائية أو أعمال فنية في دار عبادة لها قيمتها الدينية والأثرية، فنود أن نلفت نظرهم لنقاط عدة…”.
وهذه النقاط اجملها البيان قائلاً: “كان الفن دائماً حليفاً للأديان على مر التاريخ، وشاهداً على عظمتها. ذهبت معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس، بعد انهيار دولة الخلافة هناك، ولكن النقوش والكتابات الإسلامية على جدران الحمرا، وغرناطة تبقى شاهدة على ذلك العصر. لذا علينا ألا ننكر دور الخطاطين والمعماريين أنفسهم في تأسيس المساجد والنقوش والأعمدة ليشاركوا في التعبير عن العظمة الروحية لتلك المساجد”.
وأكد البيان أنه “على مر التاريخ الحديث انكبّ الكثير من المخرجين التسجيليين والروائيين على التصوير في مساجدنا الأثرية، مؤرخين لقيمتها الدينية والتاريخية في أعمال أدخلت تلك المساجد إلى بيوت المصريين والعالم اجمع من خلال الوسيط البصري”، ولفت البيان أخيراً إلى أن “الجبهة ليست في حاجة لكي تعدد المشاهد التي لا تنسى في تاريخنا، والمصورة داخل مساجد شهيرة، مثل الأزهر، والسلطان حسن وابن طولون وغيرها، وتأثير تلك المشاهد على قلوب المصريين بمختلف ديانتهم، ولو كان الفن حراماً لما رتلنا القرآن الكريم”.