صدر مؤخرا كتاب سينمائي جديد تحت عنوان “الجسد في السينما” باللغة الفرنسية عن الدراسات السينمائية والسمعية البصرية بكلية الاداب والعلوم الانسانية بمراكش. إنه تجميع لمداخلات سبق وقدمت في الندوة التي نفس المؤسسة تحت إشراف الأستاذ ايوب بوحوحو وبدعم مادي من جامعة القاضي عياض ومؤسسة TEMPUS   الدولية.

وقد ساهم في الكتاب عدد كبير من النقاد والمخرجين والباحثين الجامعيين من المغرب والخارج. وهو من الحجم المتوسط إذ يحتوي على 273 صفحة تشمل ثلاثة محاور أساسية. يهتم المحور الأول بالجسد والسينما والمشاهد (قضايا نظرية) والثاني عبارة عن قراءة للجسد في بعض الأفلام المغربية والأجنبية. في حين يشمل المحور الثالث شهادات لمخرجين مغاربة.

أما الاشكالية التي يطرحها الكتاب فتتجلى في السؤال التالي: إلى أي حد يكون الجسد محورا في الخطاب السينمائي؟ وكيف يقع التفاعل السينمائي بين المشاهد كجسد والشاشة؟ وكيف يمكن مقاربة الصورة السينمائية للجسد من الناحية الإستيتيقية والثقافية والايديولوجية؟

شارك في مواضيع الكتاب باحثون جامعيون ونقاد ومخرجون من فرنسا وتونس والمغرب.

الجزء الاول: الجسد والسينما والمشاهد (قضايا نظرية)

ساهم الأستاذ غي شابوليي من جامعة تولوز لوميراي بمداخلة تحت عنوان “السينما كأركيولوجية جديدة للجسد” كما ساهم الأستاذ الباحث يوسف ايت همو من جامعة القاضي عياض بمداخلة بعنوان “جسد المشاهد والشخص المضاعف له”، كما تناول الأستاذ رشدي المانيرا من جامعة ابن زهر بأكادير موضوع “الجسد-نص في السينما: أثار ودلالات”. أما ميشيل ماري من جامعة بإرس 3 فقد اهتم بموضوع “تمثلات الجسد في السينما الفرنسية منذ البداية”. واشتغل فرانسوا جوسط من نفس الجامعة على موضوع “العالم بين أيدينا البعد الأخدي” وتستمر المواضيع متسائلة حول الجسد في السينما بموضوع جال فونطانيي من جامعة ليموج بفرنسا حول “صور أجساد وتحولات شمولية”

الجزء الثاني: قراءة الجسد في بعض الافلام المغربية والاجنبية

استهل هذا الجزء الأستاذ أيوب بوحوحو من جامعة القاضي عياض بمراكش بمقال تحت عنوان “تمثيل الجسد النسائي في السينما المغربية”، أما الاستاذ العمراوي عبد العزيز من جامعة القاضي عياض كذلك فقد تناول بالبحث موضوع “الجسد والدار البيضاء في السينما المغربية” في حين اهتم الأستاذ صباح عبد الخالق من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ب “تمثلات الجسد الانثوي في فيلم (صمت القصور) للمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي.

وتناولت الأستاذة إنصاف عرفة من جامعة متوية بتونس قضية “جمالية المحظور: كبت الأجساد في فيلم (عتبات ممنوعة) للمخرج التونسي رضا الباهي”، واشتغل الناقد السينمائي أوليفي بارلي على “الجسد العميق في السينما الإفريقية” وفي نفس السياق الإفريقي إهتمت الأستاذة حنان السعيدي من جامعة القاضي عياض بمراكش بموضوع “الجسد المعاق أو الجسد المهمش في السينما الإفريقية”.

وتمحور مقال الأستاذة إيزابيل لابرويير من جامعة تولوز بفرنسا حول “إعادة كتابة الجسد الكلاسيكي كغياب للنص وفقدان للذات في فيلم (SEVEN)” للمخرج دافيد فيتشر 1995.

الجزء الثالث: الكلمة للمخرجين المغاربة

ساهم المخرج هشام العسري وهو صاحب صورة غلاف الكتاب مأخوذة من فيلمه “هم الكلاب” بموضوع حول “الجسد في السينما المغربية جسد الحدث” كما تناول المخرج عبد القادر لقطع متحدتا عن سينماه في موضوع “الجسد في سينماي” ثم المخرج لحسن زينون في مقالة عنونها بفكرة تقول “لا يمكنني التفكير ولا الوجود ولا التمتع بالحرية بدون جسدي”

*  ناقد سينمائي من المغرب