الأسد يناور بمهرجان سينمائى: هل يعيد محمد الأحمد مهرجان دمشق؟

إذا كان محمد الأحمد، مدير مؤسسة السينما السورية، جاد فى إعلانه إقامة مهرجان دمشق السينمائى نهاية هذا العام، فهى بدون شك مناورة جديدة وخبيثة من قبل نظام بشار الأسد راعى المهرجان ليعطى صورة زائفة للعالم، بأن لا شىء خطير يحدث فى قلب دمشق وأرض سوريا، وأن تلك المجازر والمآسى التى يتعرض لها أبناء شعبه ما هى الا مشهد خيالى وغير واقعى!!، وأن دمشق تحتفى بمهرجانها السينمائى ونجوم السينما والفن الذين تنوى إدارة المهرجان دعوتهم -وتزعم قبولهم الدعوة ـ سيكونون خير شاهد على ذلك.

الأسد ونظامه ومؤسساته ومنها مؤسسة السينما يحاولون طى أسوأ صورة واقعية ارتكبت فيها جرائم بشعة، والتغطية لما يفعله ــ ومازال ــ مع شعبه الثائر عبر بوابة الفن ونجومه، والحقيقة أن الفنان لا يمكن أن يكون بوابة خلفية لسياسة قهر وظلم واستبداد، أو أن يكون غطاء لممارسات قمع.

حتى وإن كان هناك بعض نجوم السينما السورية يدعمون فكرة اقامة المهرجان، فهم يغضون أبصارهم عما يحدث لأولادهم  وإخوانهم وأخواتهن على تراب الوطن، وأتساءل ألم ترتجف قلوبهم لما يفعله نظامهم؟.. هم بذلك ــ كما قال الناقد السينمائى العزيز  طارق الشناوى ــ لدى تلقيه الخبر الصادم بإقامة المهرجان «يريدون أن يرقصوا على إيقاع الدم».

صدمة الشناوى لم تقل عن دهشتى لهذه «البجاحة»، فهو وأنا وكثيرون غيرنا نفرح بإقامة المهرجانات السينمائية، ونتابعها.. لا نفارق صالات العرض نهرول من فيلم لفيلم.. نرى إبداعات العالم السينمائية والإنسانية والفنية، لكننا نرفض إقامة مهرجان على أرض تسيل فيها دماء ذكية برصاصات نظام مستبد، يقام المهرجان تحت رعايته وبأمواله.

كنت أتمنى من محمد الأحمد، مدير مؤسسة السينما ورفاقه، أن ينصتوا لصوت الشعب الثائر.. صوت الحرية والاستقلال حتى لو كانوا خلف المتاريس.

فمن العار أن يكونوا منتمين لفئة السينمائيين ويضعوا أنفسهم فى خدمة هذا النظام تحت شعار الطاعة والخوف، وهم يدركون أن الحيلة مكشوفة أمام العالم.

 كنت أتمنى أن ينأى بعض نجوم سوريا وسينمائييها بأنفسهم وتكون صرخة الرفض منهم أولا ضد إقامة مثل هذا المهرجان، وان يتصدوا لرغبة مدير مؤسسة السينما ورفاقه، وقد عانوا كثيرا من فرض رقابة ووصاية على إبداعهم طوال فترة حكم الأسد الابن ومن قبله الأب، خاصة وأن معظم الانتاج كانت تتحكم فيه الدولة.

فالساكت عن الحق شيطان أخرس والفنان الحقيقى لم يكن يوما شيطانا، كما أنه ليس بأخرس.

Visited 15 times, 1 visit(s) today