“كل شيء في كل مكان في وقت واحد”

بقلم: بيتر برادشو

ترجمة: رشا كمال

على الرغم من بعض النكات الذكية تسفر هذه الكوميديا السريعة عن طلقة طائشة غريبة من النوع الميديوكر.

هذا الضجيج مدعي الحداثة هو مغامرة في واقع الأكوان المتعددة والحيوات البديلة من تأليف وإخراج كل من دانيال كوان ودانيال شاينرت، اللذان قدما لنا في عام 2016 الفيلم الكوميدي Swiss Army Man.

فيلمكل شيء في كل مكان في وقت واحد“- Everything Everywhere All at Once حقق جلبة نقدية في الولايات المتحدة وفي كل مكان آخر إلى حد كبير تقريبًا، ومن المقلق أن تجده مفرط النشاط بجنون، متكلف ومجهد على نحو غريب، ممل ومبالغ في تصميمه، ولا يكف ولو لثانية واحدة بحيث يسمح لنا بالاهتمام، أو بتصديقه فعلًا أو بالاهتمام بأي من شخصياته.

تقوم “ميشيل يوه” بدورإيفيلين” وهي امرأة أمريكيةصينية، تتشارك في ملكية مغسلة سوقية مع زوجها وايموند (كي هوي تشيوان). وإيفيلين ساخطة على حياتها، وعلاقتها المتوترة مع ابنتها جوي (ستيفاني هسو)، وتستعين بالجد الضعيف المحافظ جونج جونج (جيمس هونج) الذي يقطن معهم، كحجة لرفض هوية ابنتها المثلية.  

يتأزم موقف إيفيلين عندما تجد نفسها في مواجهة مع موظفة الضرائب الغاضبة ديردري بوبيردرا (جايمي لي كيرتس) التي تدقق في أعمالها، وهي حانقة من مساعي إيفيلين للمطالبة بمبلغ مستقطع من أجل آلة كاريوكي للحفلات الليلية لزبائن المغسلة، والتي تقدم فيها الطعام أيضا. وتعتقد إيفيلين البائسة في قرارة نفسها أنها كانت يمكن أن تصبح مطربة أو طاهية أو نجمة سينمائية في حياة أخرى، وتحفز مشكلة تدقيق الحسابات هذه الرحلة المجنونة في عدد من الأكوان المختلفة لأكثر من ساعتين.

ثمة عدد من المزحات الطريفة، واللمسات الكيوبريكية المرحة، ومشهد واحد صادم على نحو أصيل تنتقد فيه إيفلين ابنتها بشدة، في لحظة مزعجة حقًا للخلل الأسري الذي يبدو أنه أتى من فيلم آخر من عالم آخر مواز.

لكن هذا التعاقب الأهوج من الأحداث الخالية من العواقب، وسلاسل الحركة التي تتبدل بسبب الانتقال إلى عالم آخر مواز، تعني أنه لا يوجد شيء على المحك بالفعل، ويصبح الفيلم استعراضًا بلا ملامح من لا شيء في أي مكان على مدى فترة طويلة من الزمنمرة أخرى، الفيلم حظي بإعجاب كبير، ونجح في لفت الأنظار النقدية.. كنت أتمنى لو أحببته أكثر.

المصدر: صحيفة الجارديان

11 مايو 2022

  •  
  •  

Visited 10 times, 1 visit(s) today